عرفانيات في السير والسلوك

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

اود في بداية هذه المقالة ان ابين ان هنالك كلمة رائعة قالها سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام )في كربلاء (انظروا كم ان حق الله عظيم )

الامام الحسين عليه السلام يقول لنا اليوم اجعلوا حق الله عظيم في قلوبكم ومنهج حياتكم. لانه من لم يبن في قلبه اليقين بالله ,ويزرع في نفسه الطلب لله ,ويصلح اخلاقه مع الله ,ويعلم فكره ذكر الله ,فهو العاطل عن العمل حتى لو كان يعمل ببدنه نهارا وليلا .

بدء عقلي يقول لي نحن نحتاج الى هدي الله ,ونحتاج الى ثورة قلوب باتجاه الله , ونحتاج الى صحوة اخلاق مع الله,ونحتاج الى ذكرا كبيرا لله ,ونحتاج الى تغيير منهج مع الله ,ونحتاج الى التواضع لله ,ونحتاج الى معرفة ان الله هو الربح الحقيقي .....

ثم بعد ذلك سئلت نفسي هذا السؤال؟(لماذا تستهين الناس بالدعاء )فرد عقلي فقال لانها تستهين بدور الله في الحياة وتعظم دور الانسان ولاتصدق بان الله حاضر وعامل ومؤثر ومتدخل ويحيي الارض وينزل البركات من السماء . لان الله متدخل واقصد من ذلك ان الله حي قيوم يغير القضاء ويستجيب الدعاء ويرزق القلوب ويفتح البصيرة ويؤدي الحكمة ويقود محبيه الى مراتب قربه ويحفظهم ويفشل الباطل . والدليل على هذا الكلام لانه اذا ارجعنا الامور لله فقد شهدنا انه رب كل الوجود,واذا رضينا بقضاء الله فقد شهدنا بانه لايريد بنا الا الخير ,واذا توكلنا على الله فقد شهدنا انه على كل شي قدير ,واذا افتقرنا الى الله فقد شهدنا بانه صاحب العطاء العظيم ,واذا احببنا الله فقد شهدنا انه اهلا للعبودية الحقة ,واذا اعطينا انفسنا لله فقد شهدنا انه هو الربح الحقيقي.

عندها عرفت ان من لم يقرء ايات الله سبحانه وتعالى في الواقع ولم يكتب حب الله وتعظيمه في قلبه فهو الامي الجاهل حتى لو درس باكبر جامعات العالم واخذ اكبر الشهادات العلمية والدينية .لان الله اجرى دينه الحق من حيث يريد عزة لنفسه وتعظيما لشانه وفتح طريق عبوديته باختياره فاسقط عروشهم واذل كبريائهم وجاء بالحق من حيث يريد هو لا من حيث يريدون فمحق الباطل واحق الحق والعزة لله جميعا .

والحمد لله ربنا الذي من اجله خلقنا



حسن الربيعي مملكة النرويج